الخميس، 19 فبراير 2009

سلسلة لاتحزن--- د/عائض القرنى


كيف تواجه النقد الأثم
أعلم إنك سوف تواجه في حياتك حربا! ضروسا لا هوادة فيها من النقد الاثم المر ، ومن التحطيم المدروس المقصود ، ومن الإهانة المتعمدة مادام أنك تعطي وتبني وتؤثر وتسطع وتلمع ، ولن يسكت هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتفر من هؤلاء ، أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما يسوؤك ويبكي عينك ، ويدمي مقلتك ، ويقض مضجعك.
إن الجالس على الأرض لا يسقط ، والناس لا يرفسون كلبا ميتا ، لكنهم يغضبون عليك لأنك فقتهم صلاحا ، أو علما ، أو أدبا ، أو مالأ ، فأنت عندهم مذنب لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك ، وتنخلع من كل صفات الحمد ، وتنسلخ من كل معاني النبل ، وتبقى بليدا!غبيا صفرا محطما ، مكدودا ، هذا ما يريدون بالضبط.
اذا فاصمد لكلام هؤلاء ونقدهم وتشويههم وتحقيرهم "أثبت " وكن كالصخرة الصامتة المهيبة تتكسر عليها حبات البرد لتثبت وجودها وقدرتها على البقاء. إنك إن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت به حققت أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك وتكدير عمرك ، الا فاصفح الصفح الجميل ، ألا فأعرض عنهم ولا تك في ضيق مما يمكرون. إن نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك ، وبقدر وزنك يكون النقد الاثم المفتعل.
إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاء ولن تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيع أن تدفن نقدهم وتجنيهم بتجافيك لهم ، وإهمالك لشأنهم ، وإطراحك لأقوالهم!. { قل موتوا بغيظكم } بل تستطيع أن تصب في أفواههم الخردل بزيادة فضائلك وتربية محاسنك وتقويم اعوجاجك.
إن كنت تريد أن تكون مقبولأ عند الجميع ، محبوبا لدى الكل ، سليما من العيوب عند العالم ، فقد طلبت مستحيلأ وأملت أملأ بعيدا.

الثقافية تودع الروائى العالمى والأديب (الطيب صالح )




الثقافية تترحم على فقيد الفكر والثقافة الروائى( الطيب صالح):- العالمى
نحن نحن فى الثقافية ببالغ الحزن والأسى ننعى الشعب السودانى قاطبة بوفاة الروائى العالمى الطيب صالح الذى وافته المنية بلندن بتاريخ 18/2/2009 .
عليه شابيب الرحمة وأدخله الله فسيح الجنان ..
فلقد فجعت الساحة الأدبية السودانية والعربية فجر أول من أمس برحيل «عبقري» الرواية العربية، صاحب «موسم الهجرة إلى الشمال» و «عرس الزين» و «مريود» و «ضو البيت» و «بندر شاه» الروائي والقاص الطيب صالح والذي ولد في قرية «كرمكول» في مركز مروي (شمال السودان) عام 1929 وتوفي في العاصمة البريطانية بعد صراع مع المرض.
درس بجامعة الخرطوم وتخرج منها ثم هاجر الطيب صالح إلى انكلترا في العام 1953 حيث واصل دراسته، لكنه تخصص في «الشؤون الدولية» وعمل لاحقاً بالقسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، حيث اشتغل رئيساً لقسم الدراما وفي ذات العام (1953) كتب أول نص قصصي وهو «نخلة على جدول» وأذيع عبر الـ «بي سي سي»، وأعقبه بـ «دومة ود حامد» العمل الذي نُشر للمرة الأولى في العام 1960 بمجلة «أصوات» المتخصصة في الثقافة بلندن، وقد قام محرر المجلة المستشرق ديفيد جونسون بترجمتها.
وما لبث ان استقال الطيب صالح من «بي بي سي» وعاد إلى السودان وعمل لفترة بالإذاعة السودانية حيث اشتهر بسرده لسيرة ابن هشام في برنامج «سيرة ابن هشام» وبتقديم مقابلات مع رواد سودانيين في الأدب والفن. هاجر إلى دولة قطر وعمل مديراً لوزارة الإعلام، كما عمل بعد ذلك مستشاراً إقليمياً للإعلام بمنظمة اليونسكو في باريس، وممثلاً للمنظمة في الخليج العربي.
تم إختيار رواية«موسم الهجرة إلى الشمال» كواحدة من أفضل مائة رواية فى العالم وتدرس في العديد من الجامعات كمصدر للمعرفة البحثية المتعلقة بدراسات ما بعد الاستعمار!!!!
وكان الراحل حاز في آذار (مارس) 2007 جائزة ملتقى القاهرة للرواية العربية كما منح في العام 2002 جائزة محمد زفزاف للرواية في المغرب.
دُرست أعمال الطيب صالح في العديد من الجامعات على نطاق العالم
عرف الطيب صالح بانشغاله اللافت بقضايا الأدب العربي القديم وقدم في هذا الباب رؤى ونظرات على قدر عال من الجدة والفرادة، وقد خصّ أبو الطيب المتنبي بجهد أكبر وبرأيه «ان من يحب اللغة العربية عليه أن يحب المتنبي»، كما اشتغل الراحل بالكتابة الصحافية حيث شارك بمجلة «المجلة» العربية الصادرة في لندن في كتابة زاوية راتبة وسمها بـ «نحو أفق بعيد» مناقشاً قضايا وهموم الكتابة بأجناسها المختلفة رواية، قصة، شعر، نثر.
وفى السودان كان له عمود يومى فى جريدة أخر لحظة لكنه لم يستمر طويلاً فى الكتابة فيها..
رحم الله فقيد الثقافة والأدب بقدر مقادم للعلوم الإنسانية.....