الأحد، 19 يوليو 2009

العشق الممتد( أبن يرث أباه حتى فى العشق )

كان أبي رجل بسيط متفائل مرح و حازم نفس الوقت أكتسب الحزم والجدية من الحياة الريفية الصارمة والمتفائلة فى نفس الوقت حيث الحياة ببساطتها !!

وأكتسب صفة حبه للأشياء والتعلق بها لإرتباطه كثيراً وملازمته للمكان الذى لعب وترعرع فيه.

وفوق كل ذلك المجتمع المترابط المتماسك الذى يصر على حفظ تاريخه وأرضه

عاش أبى محباً لفتاة منذ طفولته حبه لها كان جنونياً يتنفسها كالهواء ،

سرق ذاك الحب كل حياته لم يملك في هذه الدنيا شئ سوي هذ الحب فكان قتيل ذلك الحب ,

نعم وكيف لا فهي أنيسته منذ طفولته وهي بسمته وفرحته وهى التى قضت مع رحلة ريعان شبابه . وكان لحبه لها , اثر كبير في كل جوانب حياته . وحينما صار شابا علم ان كل اصحابه ورفاقه يحبونها ويعشقونها مثله نعم أدرك أنها فتاة فاتنة والجميع قد وقع فى شراك حبها ....

والعجيب أنهم إتفقوا جميعاً أخيه بأن يقدمو أنفسهم فداءاً لها لتبقي هي سعيده . فكان أبي يحبهم لأنهم يحبون محبوبته مثله , فكانت محور حديثهم وموانستهم فكانوا رفقاء فى طريق حبهم وعلى عهد حمايتها وأن تبقى شامة مجالسهم وأساس أحلامهم وركيزة منافحاتهم ونضالاتهم هكذا تواثقوا نعم !!!

وكل ذلك مقابل أن تبقى هذه المحبوبة تعيش سعيدة تفتن الجميع ويضحى لها الجميع, فكانو ينظرون اليها بانها تحتاج الي دمائهم ترتوي وتنمو وتتفتحت مثل الزهره التي تحتاج الي الماء لتنمو وتتفتح وتكون جميله , فلذلك كانو يتسابقون ويقدمون ارواحهم ودماءهم قرباناً قربانا لها.

فكان ذلك نقطة تعجب بالنسبة لى ...

من ياترى تكون هذه المحبوبه التي سرقت أبي ولم تضع لنا مساحة لنستشف كامل حنان أبوته بل وذهبت أكثر من ذلك أثراً حين جعلته يقدم نفسه قرباناً لها لكم أن تتخيلوا ذلك الحب المميت القاتل لكن كان يدور فى خلدى ياترى من تكون هذه فلممت أطرافى يوماً وسألته من هى التى تدندن بها كل يوم وتكون محور جلساتكم بها و أضحت محط تفكيرك وإهتمامك كل لحظة ولك يوم بل هى حلمك الذى تسعى له وبه تعيش ؟

فبدأ يسترسل فى سرده لحب سرمدى متوراث من أجداده وأباءه بل وأكثر من ذلك فقد عدل عن جلسته ليكون الحديث فى مقام المذكورة تقديساً وإجلالاً وإحتراماً لها ووصف لى جمالاً أخاذاً يلهب الألباب !!!

فسألته هل هذا يجعلك تحبها الي هذه الدرجه ؟ فأخذ نفسا عميقا ثم قال كيف لا وهي محبوبتي ومحبوبة من احبهم وذهبو فداءاً من اجلها ,

وكذلك نحن ماضون على ذلك الدرب لتبقى الحسناء كماهى!!!!

فكان ذلك الحديث نقطة تحول فى البحث عن سر الجمال الكامن فيها والعمل مشاهدة تلك المفاتن فكانت الرؤية هم يؤرقنى وخطوة مقدسة لابد منها فى حياتى !!!!

وبعد ثلاثين عاما جاء يوم عرس الفاتنة تلك التى طالما تغنى بها والدى فتجهزت للزواج وقد مهرها غالى مهر مئات الشباب !!!

وقد علم أبي بذلك وهو بعيد منها !!!!!

, فجهزت في فستان عرسٍ جميل وجذاب فكانت التبريكات والتهانى تتوالى والأهازيج والزغاريد من هنا وهناك تملأ الأفاق حضوراً بنبرة الفرح الفريدة!!!

لكن والدى أنهمرت الدموع من عينيه تسيل مدراراً مفارقة عجيبة ,ُ غريبة ,

الناس تتبادل التهانى ووالدى ينغمس فى البكاء حتى الثمالة موقف أستوقفنى بجد

وسؤالى هذه المرة مختلف جداً نعم مختلف والدى الذى قدم نفسها وماله ووقته فداءاً لها اليوم يبكى .......

لكنه قال وبعبارة حملت إنها زفت محبوبتى لمن لا يستحق!!!!!!

لمن لا يحمل فى دواخله حباً لها !!!!!

لمن لا يصون كرامتها وقداستها وقداسة تاريخها ورجالها !!!

كان والدى يتنبأ بما يحدث لمعشوقته نعم تمنى لحظتها ليتها مضى شهيداً مع رفقائه ولم يشهد يوم أن تزف محبوبته الى من ليس بمقامها وقدرها .....

لكننى ظللت وماظلت أعشق محبوبة والدى وسوف أظل كذلك طالماً أعرف أن هناك طلاق نعم إنه طلاق مختلف وسف يحدث لامحالة قريباً جداً .....

فهناك يوماً تعود الينا معشوقتنا ......

تعود الى مكان حبها الطبيعى .....

لمن هم أهل لها حقاً وصدقاً لا المزيفون أصلاً...

لكن والدى أصر على ديمومة الحب رغم عدم رضاءه وبدأ صفحة ذكريات ومواقف بطولية له مع أصحابه فى ميادين النضال عفواً فى ميادين الحب والجمال !!!!

وقد مضى والدى الى رحمة مولاه وقد حمل فى جوانحه حملاً ثقيلاً من الحب المدفون ......

وبقيت أنا وقد دبت فى دوخلى جرثومة الحب العذرى للمحبوبة ...

فكل أمينتى هى أولاً أن تتحقق أمنية والدى وأن أرى الجمال الموصوف من والدى لمحبوبته ..........

وقد مضيت على منوال الحب والعشق والوله للفاتنة فهى الان حياتى وأنفاسى لكننى وجدت فارق الحب والإحساس فى مقارنة حب والدى ورفقاه وحبى وحب رفاقى لها

حيث أن الحب فى جيل الأباء مبنى على الوفاء والتضحية!!!

وحبنا لااستطيع له وصفاً فشتان مابين جيلين فى الحب والفداء !!!

لكننى سأظل فى خندق الحب ولهاناً لايتغير وإن ضعف حيناً ...

وستظل مسيرة الفداء للمحبوبة ماضى دون توقف رغم حالات الخور !!!

وستظل الغالية رمزاً نستمد منها الحب والحنان والذكريات ....

أعزائى هل عرفتم من نقصد بالمحبوبة هى بالطبع أرتريا الوطن الغالى !!!

محمد أمان ابراهيم- سويسرا