الثلاثاء، 31 مارس 2009

10 يونيو الذكرى الخامسة لرحيل أمى الغالية

10يونيو 2008 الذكرى الخامسة لرحيل أمي الغالية.

عائشة عثمان ابراهيم هي امي الغالية، من مواليد النصف الاول من عقد الاربعينات تقريبا اقول كذلك لأني لااعلم تاريخ ميلادها بصورة دقيقة حتي أطمأننت الي التقريب اعلاه بعد إجراء مقارنات للاحداث والتواريخ، وانتقلت الي بارئها راضية مرضية انشاء الله في 10 يونيو 2003م اي عاشت حوالي الستين عاما فوق هذه البسيطة ، منهم عشرون عاما تقريبا في السودان بعد ان عز بهم المقام في ارتريا الاحتلال الاثيوبي ولسانهم يردد أبيات الشعر:
تركت موطن ابائي علي مضض *** مما تجرعت من هم وويلاتي
والله ما بإختياري ان أفارقه *** لو لم ينقصه حكم الظالم العاتي
امضت كل عمرها هذا بذل وعطاء وكأفضل ما يكون لم يتسلل اليأس اليها رغم ان ايامها تلك مضت متشابهة رتيبة ومشحونة بالمعاناة التي تثني ظهر الخيل ، كانت تجيد فن توليد الكثير من القليل وإستخراج الأمل من بين فكوك القنوط والمستحيل وظلت تعطر به سماواتنا حتي ماتت واقفة وهي تنتظر قطار الحلم الذي تأخرعليها كثيرا، وكعهدنا بها انسحبت دون جلبة او ضجيج بعد فترة تمارض لم تتعدي الشهر بعيدة ووحيدة عن ربتة اكفنا وقبلات وداعنا الاخيرة ، وهي تهزئ بالدعاء لنا نحن ابنائها في العيش غير مفتونين ، وان يتوفر لنا ما فاتها من الحياة الهادئة المستقرة بعد ان نفتنا ايضا نحن الآن بنت عم نفس تلك الظروف الاولى نحو منافي شبه اجبارية ،
الحديث عنك يا اماه غاية في الصعوبة ، يا لعمري كم سأكون مكابرا لو اعتقدت أني قادرعلي ان اكتب عن حجم تضحياتك من أجلنا اوأحصي افضالك علينا ، وربي ان الامر لاتستوعبه الكلمات ، بل هو اعمق وابعد من ان تومئ اليه الكتابة ، فمن اين لي بكلمات تعبر عن حنانك الذي كنا نسبح في بحوره تحت مختلف الظروف والمناخات ، بل في كل لحظة، حنان لم تغيرطعمه مرارة الايام ، فقد كنت لنا المأوي ، وثياب العيد ، وكراسة الدرس ، والقلم، وكنت الأمل امامنا مجسدا بلحمه وعظمه ، يجوز اننا كنا نشعر بتباريح الفاقة لكنها ابدا لم تستطع ان تأسرنا للحسد بل كانت تتلاشي كأنها سحابة عابرة سرعان ما نعاود طقوس حياتنا العادية والحالمة في غد افضل علي انوار طلعاتك البهية واضواء نصائحك التي تملأ العيون بالامل ،
يا اغلي الحبائب ها انا اقف عاجزا امام صرحك الشامخ فقد عز الطلب وضعف المطلوب ،
اقف مجردا من كل شئ سواء من الشعور بالفقد ياله من فقد مؤلم كوجع الاسنان ، بل هو سيد الموقف يطل علي بوجه الكالح من بين كلماتي الواهنة ، اين مني كفك الآن ؟ وهي التي كانت تمتد الي رأسي بمعاني تجل علي الوصف و تأبي التقولب في كلمات ولا تقدر بثمن؟ فلا اجدني الا عاجز سوي من الغرق في البكاء الذي لااملك غيره حتي يصل بي احيانا النحيب الي تخوم المحظور عندما يداهمني إحساس بعبثية الحياة التي رحلت عنها انت علي ذلك النحو، ثم يعصمني منه تذكري بموت السراج المنير ورحمة الله للعالمين فصلي الله عليك افضل الصلاة وازكي التسليم يا خير من وطأت قدماك التراب ،
لن ولم تفارق مخيلتي صورة تلك النسوة اللائي كن يأتين لإبلاغك نبأ رحيل احد اشقائك ،الذين اعتقد الآن انهم كانوا يرحلون سنويا، وكنت لا تملكين مثلي الان ازاه سوي البكاء المرالقاسي ، حمي الله وجنتيك طالما سال الدمع عليها كثيرا،
فكم احبك يا اجمل وارقي وانسن كائن في حياتي ، وارجوا من الرحمن ان يجمعني بك في مستقر رحمته ،
هاهي ذي خمسة اعوام تمر منذ رحيلك لا اريد ان اقول ما يغضب ربي لكنها كانت تعميق للغربة والاغتراب ،
ذكري رحيلك جرح غائر في القلب يزداد عمقا مع توالي السنوات ويبدو كأنه ليس له ترياق ، غير انه سيبقي ربما ليكون احد مسببات الوفاة عندما يحين الاجل .
اللهم تقبلها عندك في عليين مع الصديقيين والصالحين ،،،



بقلم/أمان يسن-القاهرة

ليست هناك تعليقات: